!؟ .. بقلم: آدم خاطر
الذين يسترجون الذاكرة فى خراب دارفور على أيامه الأولى فى تسعينيات القرن الماضى ، قبل الحريق الذى أشعلته حركة تحرير دارفور ومن بعدها العدل والمساواة يتبادر الى ذهنهم حملة بولاد التى دفعت بها الحركة الشعبية وشركائها باتجاه اقليم دارفور والحلو من ورائها تخطيطا وتنفيذا وقيادة !. والمحاولة التى قام بها الحلو فى جنوب كردفان فى 5 يونيو الماضى تأتى فى سياق ذات المخطط الذى ظل ينخرط فيه هذا المجرم لتمزيق البلاد بالتنسيق مع أولياء نعمته فى أمريكا والغرب ، ارتكازا الى المكاسب التى حققتها الحركة الشعبية فى اتفاق السلام وأدت الى انفصال الجنوب !. هذا المخطط الآثم كان معدا له وبترتيب دقيق تحت قيادته الى جانب مالك عقار وياسر عرمان ومن خلفهما الحزب الشيوعى السودانى ، وقد تابعنا التصريحات التى ظل يدلى بها هذا الثلاثى من أبواق الحرب وسماسرة الدمار فى المنطقة ، شهدنا كيف كانت تهديداتهم ووعيدهم ابان انطلاقة الحملة الانتخابية لمنصب الوالى وعندما تبينوا الفشل وخسارة الانتخابات ومن بعد أن صدرت النتيجة لغير صالح مرشحهم !. راينا كيف كانت نزعتهم فى اشعال فتيل الحرب فى هذه المنطقة واقحام كافة أبناء القبائل فى دوامتها ، بأجندة واضحة المعالم على نحو ما ظلوا يتداولونه فى أيام حرب الجنوب ودارفور وبذات الأدوات والوسائل وجهات خارجية عدة تقوم بالاسناد والدعاية والاعلام لصالحهم كى تصور الأزمة عالميا وتسوق فى دوائر الغرب ومراكز صناعة القرار الخارجى بغرض كسب التعاطف الخارجى والضغط لفرض المزيد من القرارات الأممية باتجاه السودان لاحكام الحصار والعزلة ومخططات التقسيم وانفصال الجنوب على الأبواب !.
هكذا رسم لمؤامرة الحرب الخاسرة فى جنوب كردفان والتبعات التى تنشأ من نزوح ولجوء وتوافد للمنظمات الانسانية (المنظمات الحكومية الأجنبية) التى تتبع لهذه الدول التى ترى الصراع ومخطط تفتيت السودان القديم المتجدد !. مفردات التهميش واثارة الكراهية والنعرات والجهويات من خلف تهم انتهاك حقوق الانسان وجرائم الحرب والتطهير العرقى وتشريد المدنيين الأبرياء وغيرها من هذه البضاعة التى تأتى من وراء المعسكرات بالكارثة التى أوقدوها والنداءات التى أطلقت للمنظمات الدولية للتدخل بحجة الاغاثة ومعالجة الوضع الانسانى ، هنا تكمن الغاية من الحرب فى جنوب كردفان لالهاب كامل الشريط الحدودى من أقصى دارفور مرورا بجنوب كردفان ومن بعدها النيل الأزرق ، هذه هى الخطة التى دفعت بها هذه القوى التآمرية ويراد لها أن تستعيض عن الشريط الحدودى السابق للتوترات مع كل من تشاد وأثيوبيا واريتريا ومصر ، واسرائيل قد بدأت بالفعل اقامة علاقات دبلوماسية مع دولة الجنوب ، ومجاميع حركات دارفور موجودة بمدن الجنوب كما ثبت بعد القبض على قائد العدل والمساواة بالمنطقة !. وبدأ الاعلام الخرجى والدعوات التى تقول بوجود مقابر جماعية وضرورة تكوين لجنة دولية مستقلة للتحقيق فى الجرائم الانسانية هناك كما ينادى بيان عرمان عقب اجتماع ثلاثى الفتنة فى يومى 20 – 21 يوليو بجنوب كردفان !. خطى ثابتة وبرامج مكرورة تابعناها على أيام الحركة الشعبية والنزاع فى دارفور وهى تتجدد دون أدنى تعديل بذات التكتيك والوسائل والآليات لدفع هذه المنطقة وقبائلها الى حافة الهاوية ، باختلاق الفتن وتضخيمها والتباكى على خيباتهم ، ومن ثم المناداة بضرورة الجلوس وايجاد الحلول السلمية والقسمة العادلة للثروة والسلطة والاتفاق الاطارى والتدويل والمبعوثين الدوليين ولجان التقييم والمراقبة والوسيط المشترك وواجهات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقى من يونيميس ويوناميد وغيرها ، وندخل فى دوامة جديدة من نموذج نيفاشا وأبوجا والمشورة الشعبية وحق تقرير المصير ، هكذا نعود الى دوامة الحرب ومربع الاستنزاف والابتزاز السياسى والكيد وحملات الارباك والتشويش والحلول الأممية وما ورائها من ويلات على شاكلة الدعوة المقدمة لحظر الطيران التى يطلقها عبد الواحد !.
وبالأمس شهدنا كيف فصل الوالى أحمد هارون حيثيات المحاولة الانقلابية التى أقدم عليها الحلو ، وما انطوت عليه من جرائم للاغتيال والتصفية واحداث دمار وخراب واسع بمخطط معزز بالخرائط والأدلة تكشف مدى خطورة هذا المجرم وما تنطوى عليه سريرته وهو يتبع المحاولة بعد الأخرى لم يسلم منه الجنوب و ما نجت منه دارفور وها هو يعاود الكرة فى جنوب كردفان ، وكل محاولة تعكس الغدر والخيانة للوطن والمواطنين ، وتعكس تبعية هذا العميل لدوائر الخارج برعاية اسرائيل والكنائس والمنظمات !. هكذا أراد استخدام ابناء المنطقة لخدمة الحركات الدارفورية بعد أن سخرهم لحرب الجنوب وقد فاقت خسائر حربه ما يربو عن ال 250 مليون دولار خلاف الأرواح وحالة الفلتان الأمنى وعدم الاستقرار التى أوجدها !.لذا نحن بحاجة للتوقف أمام (ظاهرة الحلو) المستنسخة للعديد من الظواهر مثلها دون أن يجد أصحابها العقاب الرادع ليكونوا عبرة لم يعتبر من امثالهم من دعاة الحرب وتفخيخ البلاد عبر الحروب والنزاعات العرقية !. أى مجرم على شاكلة الحلو وخليل وعبد الواحد وعقار وعرمان لا يمكنهم ان يكونوا دعاة سلام أو بناء دولة مستقرة طالما يحملون أجندات ومشاريع أجنبية ويسعون لتنفيذها مهما بلغت كلفتها ، لابد من فواصل واضحة فى مثل هكذا تمرد معلن و الاعتداءات على حرمات الوطن وسيادته تزداد وتغرى بآخرين ولا ينفع معها اتفاق اطارى ولا حوار سلمى ولا يحزنون !. كيف لنا بالاستقرار السياسى والحلو يده فى الزناد ؟ والى متى يسدل ستار الحرب وأمثال هؤلاء يجدون من يبرر فعالهم النكراء ويجلس مفاوضا لهم وتقام لهم الاتفاقيات والمناصب على جرائمهم المشهودة وطموحاتهم الشخصية الشاطحة ؟!. الى متى تكف الدولة عن فتح المنابر مع القتلة والمجرمين ، ومحاولاتهم قد شوهت سمعتنا وشوشت على سلم الوطن وأمنه ومكنت لتجار الحرب والمغامرين وهددت استقرار وأمن البلاد وسلامتها ومست سيادتها ، يلزمنا حيالها علاج ناجع يوازى حجمها ويحمى ظهر البلاد من تكرار هذه الظواهر !؟.