لا حُريَّات مع الانفصال

مصطفى أبوالعزائم
الاثنين, 16 أغسطس 2010 13:08

العنوان يقود الى أكثر من معنى، الأول هو ما يتبادر للذهن مباشرة ويقول بإنه في حالة انفصال الجنوب لن تكون هناك حريات سياسية لغير الناطقين بلغة الانفصال، ولغير مستخدمي مفردات ونهج الحركة الشعبية الاقصائي، خاصة وقد أصبح الانفصاليون هم (الناطق الرسمي) باسمها.

أما المعنى الثاني والذي نقصده - تحديداً - فهو الحريات الأربع التي يطالب بها قادة الحركة الشعبية بين الدولتين في حال الانفصال، وهذا أمر مرفوض بالنسبة لنا تماماً، ولن نكون من الغفلة بما كان حتى نسمح لمن آثر الانفصال أن يبقى (هنا وهناك)، في ذات الوقت يتمتع بما قد يسبب ضيقاً لأبناء الدولة الشمالية في التملك والسكن والإقامة والعمل والحركة.. لن نسمح بذلك ولن يسمح به أحد، ليس لأننا ضد أخواننا وأشقائنا الجنوبيين، بل لأننا نريد للدولة الجديدة التي تقوم على أماني الانفصاليين- إذا حدث الانفصال لا قدر الله- نريد لها أن تتحمل مسئولياتها كاملة من ايواء وتعليم وعلاج واستقرار أكثر من ثلاثة ملايين مواطن من أبناء الولايات الجنوبية يعيشون في الشمال.

ثم .. الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب اليوم بيد من حديد لم تترك شمالياً واحداً هناك يعمل أو يشعر بأنه مواطن حقيقي، له أن يتصرف كما يتصرف أي مواطن محترم، في دولة محترمة، تحترم أبناءها ومواطنيها وتحترم القانون.

كثيرون يرون أن أصوات المواطنين في الجنوب لن تذهب الى الانفصال في الاستفتاء القادم، وهؤلاء لهم ألف حق إذا كان الاستفتاء حراً ونزيهاً وليس للحركة الشعبية أو لجيشها الشعبي يد فيه، ولكن علينا أن نتحسب لكل شئ، ولكل وضع، رغم معرفتنا التامة بمواقف كثير من أشقائنا في الجنوب من حكم الحركة الشعبية الباطشة، حتى أن رجلاً قانونياً وخبيراً عدلياً رفيعاً، كان يتحدث اليّ بالأمس حول هذا الموضوع.. فأشار الى حديث سبق أن أدلى به الفريق شرطة جورج كنقور أروب عندما كان نائباً للرئيس، فقد قال وقتها إن وجود الشماليين وسط الجنوبيين في جنوب السودان ضروري ولازم، مثل وجود (القش) في كراتين (الصيني)، حتى لا يتكسر في حالة اصطدام بعضه ببعض.