الدنيا بخيرها..!)

في ثقافتنا الشعبية قولهم عندما تظهر بادرة خير او حسن نية (الدنيا بخيرها..!) أي لم يعدم الحال بعد ما يشير الى ان ثمة املا وفرجا يلوح في الافق. نقول هذا وقد شغل القطب الامريكي هذه الايام العدد المهول من الفضائح والاسرار السيئة التي انطوت عليها الحرب الامريكية في افغانستان. والاشارة هنا الى ما نشره موقع (ويكيليكس) الالكتروني الذي فاجأ صاحبه جوليان آسينج (البطل) العالم بما بث من الوف التقارير السرية التي لم يكن الشعب الامريكي ولا العالم بالضرورة يعلم عنها شيئا. وربما ايضا الحلفاء ومن وضعوا ثقتهم ومقدراتهم في يد الحليف الامريكي..!
ولما كانت الحشرة الصغيرة في اذن الفيل او انفه تؤذيه وتجعله ينتفض من رأسه الى اخمص قدميه فان القطب الامريكي ومؤسساته كالبنتاغون والكونغرس كان حالهم كذلك. لان ما كان سرا من فضائح بات معلوما.. وعلى (قفا) من يشيل –كما يقول المصريون.
الولايات المتحدة الامريكية في عصر العولمة وضعف النظام العالمي تصول وتجول وتجعل من نفسها القيم على حقوق الانسان والذي بيده المهماز الاخلاقي الذي به تتحرك الامور. ولكن كما يقول السودانيون (الدنيا بخيرها). فرجل شجاع واحد له ذمة وقدرات علمية ومعلوماتية كالرجل الذي خلف موقع الكتروني هز العالم هو (ويكيليكس) يجعل (القيامة تقوم) في وزارة الدفاع الامريكية (ولا تقعد).. لان الله –سبحانه وتعالى- الذي بيده الامور لا يجعلها تجري هكذا وليتحكم بها الانسان محدود القدرات والامكانات وان ملك حق النقض

(الفيتو) وحق تسخير المنظمات والمؤسسات الاممية لصالحه خصما على حساب الضعفاء في العالم الذين يرهقهم بما عنّ له من عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وحروب استباقية وقدرة على التأثير على القرارات الداخلية في الدول والاوطان.
الصحفي الامريكي-جون ريد- الذي عاصر الثورة البلشفية في روسيا وكتب كتابه (عشرة ايام هزت العالم) واستحق بذلك ان يدفن عند اسوار الكرملين لو اتيح له ان يطل على موقع (ويكيليكس) الالكتروني هذه الايام لقال ان ما به من معلومات (يهز العالم) وليس البيت الابيض او البنتاغون وحدهما- فالتحية للسيد جوليان اسينج صاحب الموقع ولقدراته وشجاعته وامانته وفتحه الباب لذوي الضمائر الحية في المؤسسات الامريكية وغيرها ان يبوحوا بما في الدهاليز. وبقي فقط ان يصحو العالم على ما بث الرجل وان يعلم (المنبطحون) ان حشرة في اذن الفيل او انفه تجعله يقلق وينزعج-فالدنيا بخيرها..!