Admin Admin
عدد المساهمات : 98 تاريخ التسجيل : 15/08/2010 العمر : 49
| موضوع: الزواج شراكة ام تنازل الجمعة أغسطس 27, 2010 10:36 pm | |
| أساس الحياة الزوجية هو الشراكة والوعي بحقوق الآخر كما واجباته، والتساوي في القيمة الإنسانية والفاعلية. ولابد من تنازل أحد الطرفين عند الضرورة للوصول بمركب الزوجية إلى بر الأمان. وقد جعلت المجتمعات العربية مبدأ الزواج مبدأ التضحية، لامبدأ التعاون والمشاركة الحياتية بين الزوجين. فهو يعتبر المرأة تابعة للرجل في المسيرة الحياتية، سواء كان الأب أو الأخ أو الزوج، وهذا ما يجعل المرأة تتقبل جميع الصعوبات التي قد تعترضها في حياتها وتصبح التضحية مفهوماً يخص المرأة فقط لأنها ربيت في مجتمع ذكوري. فمهما كان الرجل قاسياً ومسيئاً وعنيفاً لا يبرر للمرأة قرارها بالانفصال، مع أن الطلاق أبغض الحلال عند الله، فترمى بنظرات الاتهام والاستنكار، وربما تلحق بناتها من بعدها، فيعتبر الكثيرون أن ابنتها قد لا تصبر على زوجها وتتركه كما فعلت أمها. والمرأة التي تصبر على زوجها وتضحي براحتها وعملها مقابل إرضائه هي التي استطاع أهلها تربيتها تربية صالحة. لكن هل تقتصر التضحية على المرأة فقط؟ وماذا لو كان على الرجل أن يضحي؟ هناك الكثير من الرجال الذين يقدمون التضحيات والتنازلات من أجل الآخرين، ولاسيما من أجل أقربائهم، عموماً تبقى الزوجة ضمن الحياة الزوجية هي المضحية، والمشكلة الكبرى هي أن ما يعدّه البعض تضحية، يراه الآخرون واجباً. فكلمة تضحية هي كلمة مطاطية ولها أوجه متعددة. ففي مرحلة معينة يرى الأبناء أن ما فعله آباؤهم وأمهاتهم لهم ما هو إلا واجبهم، وبالمقابل يرى الآباء والأمهات أنهم حرموا أنفسهم الكثير من الراحة والرفاهية من أجل تعليم أطفالهم وتربيتهم على أحسن وجه. كما أنهم يثقون بأنه سيأتي اليوم الذي على أطفالهم رد الجميل بالجميل. فهم ضحوا كثيراً لأجلهم، لكن من الضروري أن يعرف الأبناء أن هذه التضحية والجهود التي قدمها الأهل هي حب بهم، فيشعر الأبناء بأهمية رد العطاء وليس رد الجميل كواجب ابن تجاه والديه. وللحصول على حياة زوجية ملؤها السعادة والتفاهم، يجب على كل طرف من الطرفين التنازل وبذل الجهود للتخلص من الأنا والسعي للاندماج الفكري والنفسي. | |
|